نصيحة مجانية للقيادة العامة: حل أزمة فراغ السلطة
لا يغيب على أي متابع للمشهد أزمة القيادة العامة في اختيار أمير جديد ليخلف الدكتور أيمن الظواهري، رحمة الله عليه. هذا الفراغ الاختياري عرض التنظيم لانتقادات لاذعة، وخصوصاً من أنصار تنظيم الدولة. وقد رصدنا كيف يستغلون ذلك في محاولة منهم لاستقطاب عناصر القاعدة للانضمام إلى خلافة الببجي.
ولكن القيادة العامة لا تبالي وبالعامية "عاملين نفسهم من بنها." ربما سبب الأزمة طلب الإمارة الإسلامية في أفغانستان عدم الإقرار باستشهاد الدكتور وأيضاً استحالة تنصيب سيف العدل لنفسه كأمير بسبب "أسره" في طهران. ولكن بعد عامين أصبح من الوارد أن الأمر أكثر تعقيداً. ولقد ادعى البعض وجود خلافات حول اختيار شخصية "توافقية" تضمن تماسك التنظيم وتفادي ظاهرة انشقاق الأفرع مجدداً كما حدث مع فرع العراق. وربما هناك تردد؛ فأي أمير جديد - بغض النظر عن تاريخه - سيفتقر إلى الاستقلالية والشرعية؛ لأن القواعد سيظنون أن القيادة العامة وخصوصاً سيف العدل هم من يديرون المشهد من إيران. وستكون طهران هنا بمثابة مكتب الإرشاد الذي يتحكم في قصر الاتحادية عن بعد.
ولكن من قال إن الإقرار باستشهاد الظواهري هو إقرار بأنه كان في كابول؟ أي بيان صادر عن القيادة العامة لن يغير شيئاً في موقف النظام العالمي واتهامهم للإمارة بإيواء الشيخ عمداً ومخالفة اتفاقية الدوحة. الإمارة دفعت ثمن ذلك بغض النظر عن هذه المسرحية السخيفة. لا بد من إعادة النظر في الموضوع والتخلي عن هذا الغباء السياسي. القيادة العامة - والإمارة - يضخمون تداعيات الإقرار باستشهاد الدكتور. وفي الواقع لو صدر بيان لا يعترف بوجوده في أفغانستان سيشغل الإعلام ربما أسبوع أو أسبوعين، وبعدها ينتقل انتباههم إلى شيء آخر.
أزمة السلطة لا تكمن في الاعتراف باستشهاد الشيخ من عدمه، ولكن بسبب الواقع الذي لن يتغير: اختيار القيادة العامة البقاء في إيران