هنالك ثمة سؤال يدور بأذهان متابعي الحركات الجهادية وبخاصة متابعي تنظيم القاعدة، ومثله بأذهان أعضاء وأنصار ومحبي تنظيم القاعدة. كما أن نفس السؤال يدور بأذهان أعداء التنظيم الذين يبغون زواله خاصة بعد هجوم هذا التنظيم على أمريكا فى عقر دارها، ألا وهو: (كيف سيواجه تنظيم القاعدة إستشهاد حكيم الأمة الشيخ أيمن الظواهري رحمه الله؟)
الإجابة ستكون من خلال دراستنا لتاريخ القاعدة فى تعاملها مع الأزمات والكبوات التى واجهتها منذ مقتل قيادييها وشيوخها من أمثال الشيخ أبو اليزيد مصطفى، والشيخ عطية الله الليبي والشيخ أبو يحيي الليبي، ثم مروراً بمقتل الشيخ أسامة بن لادن، والشيخ أبو الخير المصري والشيخ أبو محمد المصري رحمهم الله جميعاً وحشرهم فى العليين مع الصديقين والشهداء والأبرار. الإجابة ستكون من خلال مانعلمه مما يدور داخل كواليس التنظيم فى الوقت الحالي.
سيمر تنظيم القاعدة بعدة مراحل تبدأ بالمرحلة الأولى وهي مرحلة (حفظ الذات) وفي هذه المرحلة سيقوم – أو قام – قادة التنظيم بإعطاء التعليمات إلى الأعضاء بالسكون وعدم التحرك أو السفر من مكان لاّخر وخاصة عدم السفر إلى أفغانستان لأن عيون الطائرات المسيرة، وعيون رجال الأمن فى كل مكان، تحسباً لردة فعل، كما أن قادة طالبان سيحاولون ترميم الشرخ الذى حدث بتواجد الشيخ الظواهري رحمه الله وسط كابول بتسليم من سيقع فى قبضة أيديهم ككبش فداء من أجل تجنب أي عواقب.
المرحلة الثانية: وهى مرحلة (إختيار وإعلان القائد الجديد) وهذه هى المرحلة الأصعب لأننا سوف نلاحظ كثرة الشائعات ومحاولات التقليل والانتقاص من بعض الأسماء سواء من أعداء التنظيم أو منافسي التنظيم من الحركات الجهادية الأخرى.
المرحلة الثالثة: وهى مرحلة (الوحدة والتنسيق) بين أعضاء الجماعة والجماعات الفرعية للتنظيم تجنباً لما حدث سابقا من إنشقاق كان واضحاً وبيّناً فى طلب تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي العون من تركيا ضد فرنسا بدون الرجوع إلى القيادة العامة للتنظيم. وكما هو واضح من أعمال تنظيم القاعدة بجزيرة العرب التى لا يستشيرون فيها القيادة العامة للتنظيم. بالإضافة إلى محاولة كسب ودعم جهة معينة فى جماعة طالبان وهذه الجهة أعتقد أنها ستشمل كسب ودعم كل من الملا يعقوب نجل الملا عمر والملا سراج الدين حقاني نجل الشيخ جلال الدين حقاني، لأنه من خلال تحليلنا وتفهمنا لمقالات وكتابات الشيخ مصطفى حامد (أبو الوليد المصري) — وهو مؤرخ تاريخ تنظيم القاعدة — في مجلة الصمود الصادرة عن تنظيم الإمارة الإسلامية يمكننا أن نقول أن من أشهر حقاني الأب هو الجهاد الأول وثم الأبن في الجهاد ضد الأمريكان وهذه الإصدارات توضح لنا ان هذه الأسماء دخلت التاريخ من باب الحروب وستحفر وتخلد في ذاكرة التاريخ.
المرحلة الرابعة والأخيرة وهي مرحلة (إثبات الذات) وفي هذه المرحلة سنسمع الكلمات ونقرأ ونشاهد الإصدارات الخاصة بالتنظيم والتى سوف يحاولون من خلالها إثبات أن التنظيم مازال على قيد الحياة وما زال قادراً على القيام بعمليات ضد الأعداء.
وأخيراً، أختم هذه الكلمات بتصوري لما كان سيوصي به الشيخ الظواهرى لو كان مازال حياً، سيقول الشيخ وكأنى أسمع صوته: “عليكم بطاعة الله أولاً ثم بطاعة القادة ثانياً، عليكم الإلتزام بالتعليمات الأمنية للتنظيم فى الوقت الحالي حيث أن العيون عليكم، عليكم بالصبر والإيمان بأن النصر قادم لا محالة.”
ما تم كتابته هو قراءتي لكيفية تعامل تنظيم القاعدة مع إستشهاد الشيخ الظواهري رحمه الله وستتابع أنباء جاسم أخر التطورات وسنوافيكم بما نعلم، ونرحب بأي أفكار أو معلومات أو مقترحات ترسلونها بشكل آمن عن طريق التليجرام، بريد التوتانوتا، او قسم التعليقات على موقعنا الجديد.