بعد أن نشرت مقالاً سابقاً تطرق إلى مناقب ومثالب بعض أهم المرشحين لخلافة الشيخ الظواهري رحمه الله، تلقيت إتصالات ورسائل من بعض الأخوة والمشايخ من المؤيدين والمعارضين أعربوا فيها عن تأييدهم أو معارضتهم لما جاء في المقالة رغم أنها لم تكن تعبرعن رأي الشخصي في أي من الأسماء التي ذُكرت. ولا بأس في ذلك فكل من اتصل وأرسل رسالة كان قد فعل ذلك لأن لديه من الأسباب والمعلومات ما يبرر ردة فعله تلك. وأنا متفهم تماماً لحقيقة أنه عند غياب شخص معين عن الساحة الجهادية يبدأ القيل والقال، ويزداد كلما كبرت مكانة ذلك الشخص وعلا شأنه في سلم القيادة، وستتباين الأحاديث بين مدافع عنه ومعارض له. وفيما يلي سأحاول تلخيص أهم ما سمعته منهم وما قرأته في الرسائل التي وردتني منهم.
موضوع المقال السابق كما ذكرت هو غياب الأخبار عن تسمية قائد جديد لتنظيم القاعدة مما أدى إلى أننا صرنا نسمع عن صراع حقيقي قائم بين عدد من مؤيدي شخصيات من أفرع مختلفة لها تاريخ في التنظيم، كل يحاول إقناع الآخرين بوجوب إختيار هذا الإسم أو ذاك، ومقابل هذا الدعم من المؤيديين، نسمع أيضاً من المعارضين نقضاً وتسقيطاً لأشخاص وأسماء بعينهم، وفي وقتنا الحالي ومع غياب وتأخر إعلان قائد جديد للتنظيم كثرت الأصوات من داخل التنظيم التي تعارض ترشح سيف العدل ليكون القائد العام بالرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى أن هذا الرجل هو صاحب الحظ الأكبر في تسنم المنصب حسب تحليلات المتابعين والمختصين بشؤون الحركات الجهادية. فيا ترى ما هو السبب وراء كثرة المعارضين لسيف العدل من داخل التنظيم؟ ولماذا تتردد الأقاويل عن عدم كفاءته لقيادة التنظيم؟ الإجابة حسب ما سمعته وعلمته ممن راسلوني واتصلوا بي هي كالآتي:
الأصوات المعارضة تقول وتصر على أن هناك الكثير من القادة المؤهلين لتحمل مسئولية قيادة التنظيم في الفترة المقبلة غير سيف العدل، ومن هذه الأسماء المرشحة (كما ذكرنا سابقاً) هي (أبو يوسف العنابي، خالد باطرفي، عبد الرحمن المغربي، وعمر أحمد ديري وغيرهم.)
وحجتهم في رفضهم ومعارضتهم لترشيح وتولي سيف العدل قيادة التنظيم هي أولاً حقيقة وجوده وإقامته في إيران لمدة تزيد عن عشرين عاماً وبغض النظر عما إذا كان مخيراً أو مجبراً، سجيناً أم حراً، فإن وجوده هناك يجعل من السهل التحكم به من قبل الآخرين لتحقيق مآربهم.
سبب آخر لذلك الرفض هو أن وجود سيف العدل بعيداً عن المسرح الجهادي ونسيانه لصعوبة الحياة والمشقات التي يتحملها ويعانيها أولئك المتواجدين على هذا المسرح وتعوده على أن يعيش بنعومة وترف كل ذلك جعله غير مؤهلاً لفهم متطلبات الإخوة أو ما يمرون به من تحديات. وذلك يمثل إنفصالاً بين القائد وبين أتباعه يؤدي إلى ضعف القيادة وفشل القائد.
ومن بين الأسباب الأخرى التي سمعتها هي أن سيف العدل لا يملك كاريزما الشخصية القيادية الطبيعية والحضور القوي، فهو (حسب رأي هؤلاء) رجل حاد الطباع متعصب لرأيه، كما أنه سريع الغضب وشديد الإنفعال، وكل هذه الصفات تجعل من حوله ينفرون منه بسهولة. وبعض من تحدثنا اليهم ذكروا رسالة قديمة للشيخ أسامة بن لادن رحمه الله يذكر فيها ان سيف العدل المعروف بأبو خالد كان أقل تأهلا من أقرانه وإن حصل واستلم القيادة فسيكون لذلك تأثير سلبي على التنظيم في سوريا. والأهم من هذا وذاك كما يقول المعارضون هو ما الذي دارويدور بين سيف العدل وإيران؟ وما الذي قدمه لهم ليعيش هناك هذه الحياة السهلة المترفة الآمنة؟ وبماذا وعدهم؟ وماذا سيفعل من أجلهم إذا ما تم الطلب منه أن يفعل؟ الأجوبة عن كل هذه الأسئلة تمثل حجر الزاوية والثقل الرئيسي الذي أدى بهذه الأصوات المعارضة إلى أن ترفض ترشيح وتعيين سيف العدل قائداً للتنظيم خلفاً للشيخ الظواهري رحمه الله.
إن غياب وتأخير إعلان تعيين قائد جديد للتنظيم وكثرة المناوشات والصراعات الداخلية من أجل تأييد شخص ورفض شخص آخر سوف تؤدي إلى تمزيق هذا التنظيم الذي كان في يوم من الأيام سبباً لتوحيد الأمة لا لخلق الصراع والفتنة بين الإخوة.
هذا ما سمعناه وعلمناه وتحققنا من معظمه من الناس والأشخاص والمشايخ الذين نعرفهم والتقينا بهم أو تواصلنا معهم عن طريق الرسائل ووسائل التواصل الإجتماعي، وما علينا سوى أن ننتظر ونرى ما سيكون
.